آلاف الموريتانيين في أوهايو يواجهون خطر الترحيل وسط تشديد الهجرة الأمريكية

أربعاء, 2025-12-24 14:28

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن آلاف المهاجرين الموريتانيين في ولاية أوهايو الأمريكية يواجهون خطر الترحيل، في ظل تشديد سياسات الهجرة، ما أثار مخاوف من إعادتهم إلى بلد يعاني، بحسب منظمات حقوقية، “من انتهاكات واسعة بحق السكان السود”.

 

ونقلت الصحيفة قصة الموسيقي الموريتاني خاليدو سي، الذي قال إنه اعتُقل في موريتانيا وسُجن خمسة أيام بعد أن انتقد خلال حفل فني انقطاع الكهرباء ودعا السلطات إلى التغيير، دون أن تُقدم له أي تهمة رسمية، حسب الصحيفة ويقول سي إن ذلك الاعتقال كان بمثابة «تحذير خطير»، مضيفًا أن «الحياة في موريتانيا قاسية، والانقسام والعنصرية منتشرة بشكل كبير».

 

ووصل سي وزوجته وطفلهما الرضيع إلى الولايات المتحدة في أكتوبر 2023 بعد رحلة محفوفة بالمخاطر استمرت 15 يومًا عبر أمريكا الوسطى، تعرضوا خلالها للسطو من قبل عصابة مسلحة أثناء انتقالهم بين مكسيكو سيتي والحدود الأمريكية.

 

وبحسب الغارديان، استقر سي وعائلته في بلدة لوكلاند شمال مدينة سينسيناتي، حيث تشكّل خلال العامين الأخيرين مجتمع موريتاني متنامٍ يُقدَّر بنحو 3500 شخص. وعلى الرغم من أن الموريتانيين كانوا حتى عام 2023 من أصغر الجاليات المهاجرة في الولايات المتحدة، بقرابة 8 آلاف شخص فقط، فإن أعدادهم ارتفعت بشكل لافت نتيجة موجات هجرة حديثة عبر مسارات خطيرة شملت تركيا وكولومبيا وعبور غابة دارين، قبل دخول الولايات المتحدة عبر الحدود المكسيكية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التزايد أثار ردود فعل عدائية في بعض وسائل الإعلام اليمينية، ولفت انتباه إدارة ترامب، ما أدى إلى إدراج عدد كبير من الموريتانيين ضمن إجراءات الترحيل.

 

ووفق بيانات نقلتها الغارديان، توجد أكثر من 19 ألف قضية هجرة لموريتانيين قيد النظر في المحاكم الأمريكية، وهو ثاني أعلى رقم لدولة إفريقية بعد السنغال، كما تم ترحيل ما لا يقل عن 90 شخصًا إلى موريتانيا منذ تنصيب الرئيس دونالد ترامب في يناير الماضي.

 

وتنتمي نسبة معتبرة من المهاجرين الموريتانيين إلى عرقية «الفولان».

 

ونقلت الغارديان عن أمادو لي، من شبكة حقوق الإنسان الموريتانية في الولايات المتحدة، قوله إن «السود في موريتانيا لا يرغبون في العودة إلى بلد يشبه جنوب إفريقيا في عهد الفصل العنصري، حيث لا تزال العبودية واقعًا».

 

وفي لوكلاند، أدى تزايد عدد المهاجرين إلى ضغط على خدمات السكن والطوارئ، بحسب السلطات المحلية، في حين يظل شبح الترحيل مصدر قلق دائم للجالية الموريتانية، خصوصًا بعد تسجيل حالات اعتقال وترحيل عقب مواعيد روتينية مع سلطات الهجرة.

 

ويختم التقرير بالإشارة إلى أن كثيرًا من المهاجرين، ومن بينهم خاليدو سي، لا يزالون بانتظار البت في طلبات اللجوء، وسط مخاوف من أن يكون أي موعد قادم مع سلطات الهجرة بداية طريق العودة القسرية.

اقرأ أيضا