ـ السعودية أكبر داعم للتنمية في موريتانيا.
ـ مستشفى الملك سلمان معلمة صحية لها ما بعدها
ـ مركز الملك سلمان وإغاثة المنكوبين في موريتانيا.
ـ مآذن المملكة من شرق البلاد إلى غربها.
"انني أتقدم لفخامتكم ببالغ الشكر والامتنان بكل ما تقومون به في سبيل دينكم وأمتكم مؤكدا لكم على الترابط الوطني لشعبينا ووطنينا بالأخوة والتضامن في كل ما فيه خدمة ديننا ووطنينا وشعبينا وأمتنا إن شاء الله"
فقرة من خطاب تاريخي ألقاه جلالة الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز آل سعود وهو يزور الجمهورية الإسلامية الموريتانية في شهر نوفمر 1972، تلك الزيارة التي كانت لها ما بعدها من تعزيز العلاقات الأخوية بين موريتانيا والمملكة العربية السعودية، ووضع خلالها حجر الأساس لأكبر جامع في البلد وما زال معلمة من معالم هذا البلد إلى اليوم.
في تلك الزيارة كان مفتي موريتانيا الأول العالم الرباني بداه ولد البوصيري يقرض الشعر مادحا ـ على غير عادته ـ فكتب قصيدته المشهورة التي يقول فيها:
أَيَـا ملكًـا يُدعـى بفيصـلَ جـده سعودٌ ، ومعلـومٌ أبـوك المشيــعُ
فما الأمن إلا مـا حوتـه دياركـم وما اليمن إلا مـن بـلادك ينبـعُ
حياتكـم الإسـلام فيـدا لنصـره وإن تنصر المولى فنصـرك أرفـعُ
فصابر ورابط صابـرا ومصابـرا بذلكـم المعنـى نضـر وننـفـع
ونرجوا جميعا أن نسيـر بسيركـم خفافا ثقالا شردوا الكفـر واقمعـوا
بحكمة أو ضرب عميـق وضربـة ورميٍ وقصـف بالقنابـل يصـرع
وما صغت هذا الشعر شعرا مطالبا حطامَ الدنا كلا ولا شيـئَ يُصنــع
ولكـن إشاعـات أتتنـا فروعهـا فحتـم علينـا أن يُـرد المُشـيــع
وإبـداء نصـر للروابـط بينـنـا فجامعـة الإسـلام أبهـى وأروع
ودمتـم لديـن الهاشمـي محمـد بجامعـة فيهـا التـراث مجـمـع
ورابطـة تحيـي نـمـاءَ بقـيـة من الدين قد كادت بذا الحين تنزع
وهـذا خطـاب للجميـع مـوجـه فقـد حـل بالإسـلام مـا يتوفـع
فيا أيهـا الإسـلام مالـك خاشعـا كـأنـك لا تعـلـو ولا تتـرفـع
فأوردهـا سعـد وسعـد بشمـلـة فما هكـذا يا سعـد تـورد ، يُسـمع
ويا شجـر الخابـور مالك مورقا كـأنـك لا تحـنـو ولا تتـوجـع
فلا ضعف فى الإسلام ، الإسلام قوة وفخر ، حفاظ ، واصطـدام مُـنوع
وحزم وعـزم واحتيـال حماسـة وكـد وكـيـد للـعــدا يتنوع
وبعد تلك الزيارة التاريخية بدأت العلاقات تتوسع وبدأت أواصر الأخوة تتعزز دعمها في ذلك وجود كوكبة من العلماء الشناقطة في بلاد الحرمين الشريفين يتقدمهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
السعودية كانت أكبر داعم للمشاريع التنموية..
قدر الصندوق السعودي للتنمية قيمة الدعم لموريتانيا ب800 مليون دولار أمريكي موزعة على 53 مشروع بين قروض ميسرة ومشاريع إنمائية.
وتشمل هذه المشاريع كل القطاعات الخدمية تقريبا مثل الزراعة والصحة والمياه والتعليم، وكذلك التدخل السريع والإغاثة مثل ما حدث في كارثة الطيطان سنة 2007. حيث مول الصندوق السعودي للتنمية المنشآت كلها في المدينة المنكوبة فبنى عدة مدارس ومركز صحي ومركز للشرطة ومركز للإطفاء وملعب في المدينة وشيد أكبر جامع في الشرق الموريتاني هو جامع الملك سلمان بن عبد العزيز وهو معلمة كبرى يتسع لآلاف المصلين.
وفي 22 يونيو 2022 بالعاصمة الموريتانية نواكشوط وقع الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية الأستاذ سلطان بن عبد الرحمن مع وزير الاقتصاد الموريتاني حينها عثمان كان اتفاقية تمويل المرحلة الأولى لمشروع تزويد مدينة كيفه بالماء الصالح للشرب انطلاقًا من نهر السنغال، وتأتي الاتفاقية بتوجيهات مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وكانت الاتفاقية من نتائج مخرجات اجتماع المانحين الذي تم بالرياض في شهر مارس من نفس العام لمجموعة التنسيق العربية لمؤسسات التنمية مع الجانب الموريتاني، بهدف سد الفجوة التمويلية لهذا المشروع، إذ يسهم الصندوق السعودي للتنمية في تمويل المشروع بـقرضٍ تنموي ميسّر تبلغ قيمته 100 مليون دولار، ويدعم المشروع استدامة الموارد المائية وتوفير مصادر المياه النظيفة والحد من المشقة في جلب المياه والتكاليف المرتبطة بها، وتحقيق الأمن المائي والغذائي بالإضافة إلى خفض معدلات انتشار الأمراض والأوبئة الناتجة عن المياه الملوثة، ويشمل المشروع شبكة مياه بطول 250 كلم تستفيد منها 90 قرية وتجمع بنسبة تشكّل 20٪ من سكان موريتانيا.
وشملت مشاريع الصندوق شبكة توزيع المياه في نواكشوط الذي أسهم الصندوق السعودي للتنمية في تمويلها بمبلغ إجمالي مقداره 25.33 مليون دولار.
كما افتتح الصندوق قبل سنوات توسعة الحرم الجامعي الجديد في نواكشوط، ويُعد مشروع حيوي تعليمي أسهم الصندوق السعودي للتنمية في تمويله بمبلغ إجمالي مقداره 30 مليون دولار، إذ يشمل المشروع عدة مبانٍ للكليات التعليمية والسكن الجامعي والخدمات والتجهيزات المختلفة، وكذلك مسجد الجامعة، فضلًا عن الأعمال المصاحبة للمشروع.
مستشفى الملك سلمان .. معلمة صحية فريدة
وضع فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني حجر الأساس لمستشفى الملك سلمان وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط، معلمة صحية تتسع لأكثر من 300 سرير وستة طوابق ويكون جاهزا للعمل خلال 34 شهرا.
ومن المقرر أن تكتمل أشغال هذا المستشفى المموّل من طرف الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ 70 مليون دولار، خلال 34 شهرا.
ويشمل المستشفى 6 طوابق على مساحة 66000 متر مربع، فيما يبلغ عدد أسرّته 308 منها 262 سريرا في أقسام التنويم و22 سريرا في قسم الحالات المستعجلة و24 سريرا في قسم غسيل الكُلى، وفق معطيات رسمية.
وتبلغ القدرة الاستيعابية للمستشفى 181 غرفة تنويم منها 82 غرفة فردية و94 غرفة مزدوجة و5 غرف لكبار الشخصيات.
كما يشمل المستشفى مسجدا ومختبرات وصيدلية مركزية ومدرجا للمحاضرات والتكوين.
ويوفر المستشفى جميع التخصصات الطبية والجراحية، والاستشارات الخارجية، وطب الأسنان وأمراض القلب والقسطرة، و12 غرفة عمليات مجهزة بتقنيات حديثة.
ويتوفر في قسم الأشعة في المستشفى، جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي وجهاز سكانير وجهاز تصوير بالصدى وجهاز تصوير الثدي، والأشعة السينية.
مركز الملك سلمان وإغاثة المنكوبين الموريتانيين
وفي السنوات الأولى لافتتاح مركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وصلت فرق المركز إلى مثلث الفقر في موريتانيا وتحديدا بلدة "بورات" في ولاية لبراكنه وسط موريتانيا، حيث يعيش السكان تحت خط الفقر، فكانت سلات المركز المخضرة تملأ أحياء البؤس المنكوبة بعد سنوات من الجفاف الماحق.
كما دأب المركز في توزيع السلال الغذائية والتمور كل شهر رمضان يستفيد منها الآلاف من الأسر الموريتانية المتعففة وتتسلمها مفوضية الأمن الغذائي كل عام.
وقدم المركز خدمات صحية كبيرة منها عمليات جراحة للقلب والقسطرة وقسطرة الأطفال وعمليات شرايين وعمليات العيون، وهي خدمات مجانية ما زال المركز يقدمها للمرضى الموريتانيين حتى اليوم.
واستفادت موريتانيا كذلك من مشروع الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي وتسليم عشرة آلاف ذبيحة هدية مقدمة من طرف المملكة العربية بحضور سعادة السفير السعودي الدكتور عبد الله الركابي وفضيلة المفتي الشيخ أحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن.
مآذن المملكة من شرق البلاد إلى غربها:
مئذنة "جامع الملك فيصل بن عبد العزيز" أو المسجد السعودي كما هو شائع هي أعلى مئذنة في العاصمة الموريتانية نواكشوط وأضحت معلمة من معالم البلاد فلا تكاد تخلو صورة من صور العاصمة إلا وشاهدت تلك المئذنة الوردية التي تعيدك إلى تاريخ طويل بدأ بخطب المنبر للإمام بداه ولد البوصيري رحمه الله، واستمر عطاء المنبر الوهاج بخطب الإمام المفتي ذي الصوت الجهوري الصادع بالحق فضيلة الشيخ أحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن حفظه الله.
اصعد إلى هذه المئذنة وسائلها كم من اصوات الحق ارتفعت هنالك ستجيبك عن خطب بداه بحضرة عدة رؤساء موريتانيين تعاقبوا في هذا الجامع فكان صوت بداه الجهوري ينصح المسلمين ويحثهم على اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وإذا اتجهت شرق موريتانيا وتحديدا في مدينة الطيطان المنكوبة قبل خمس عشرة سنة ستقابلك مئذنة جامع الملك سلمان بن عبد العزيز وهي الأكبر من نوعها في شرق البلاد يتسع الجامع وباحته لآلاف المصلين وهو صامد في الرمال الزاحفة حيث اختار له ساكنة المدينة النائية أن يكون على تلة كبرى حتى لا تزحفه السيول التي اجتاحت المدينة قبل عقد ونصف من الزمن.
وفاء للمملكة في عيدها 95..
وإذ تقف المملكة العربية السعودية هذه الأيام على بوابة مئويتها وتستعد لإطفاء شمعتها 95 فإن أجيالا كبيرة من علماء موريتانيا ودكاترتها وضباطها العسكريين يتذكرون سنوات من الدراسة في مدرجات جامعات الرياض وأم القرى والمدينة المنورة.
وإن أجيالا كبيرة من خريجي المعهد السعودي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود تمسك اليوم بمفاصل الدولة الموريتانية وتدرس القرآن وعلومه والفقه وأصوله وقد مرت من تلك القلعة التي يتمنى الجميع أن تعود.
كما يتذكر الموريتانيون يتحدثون بإسهاب عن سفراء شنقيط في بلاد الحرمين الشريفين أولئك العلماء الذين ساهموا بشكل كبير في النهضة العلمية
فهنيئا لبلاد الحرمين الشريفين قمة وقاعدة على خدمة الحجيج وضيوف الرحمن من كل العالم ومن موريتانيا خصوصا وهنيئا للمملكة في يومها الوطني 95 وشكرا لها على خدمة الموريتانيين واحتضان الشناقطة وتقدير علمائهم عبر كل عصور المملكة.
هنيئا لسعادة السفير السعودي الدكتور عبد الله الرقابي وهو يواصل السهر على تعزيز علاقات قوية تركها الأسلاف المؤسسين للدولتين، ومزيدا الازدهار في بلدينا الشقيقين
*المختار بابتاح