سواء ثبتت فائدتها بشكل علمي، أو أنها تُستخدم فقط بناءً على الطب الشعبي وموروث الآباء والأجداد، فهناك أشياء مُقززة للغاية تُستخدم بهدف العلاج من مرض معين والحصول على الشفاء. فهل تقبل مثلًا أن تشرب بولك؟ أو هل تستطيع أن تبتلع حبة دواء تعرف أنها تحتوي على براز شخص آخر؟ إذا كانت إجابتك بـ«لا»، فهناك آخرون يفعلون ذلك للحصول على الشفاء من أمراض مُعينة.
1. البول البشري.. علاج لكل شيء!
تعود ممارسة شرب البول إلى آلاف السنين، وما يزال الاستخدام الطبي للبول يُمارس في بعض أنحاء العالم. تُشير التقارير التاريخية التي تعود إلى روما القديمة واليونان ومصر إلى أن «البول» قد استُخدم لعلاج كل شيء تقريبًا بدءًا من حَب الشباب، وصولًا إلى الأمراض المُستعصية والمُزمنة. اليوم، يُقدِّم المؤيدون ادعاءات واسعة النطاق حول القوى العلاجية للبول.
ورغم هذا، لا يوجد دليل علمي على أن شرب البول مفيد. على العكس، تُشير الأبحاث إلى أن شرب البول يمكن أن يُدخل البكتيريا والسموم والمواد الضارة الأخرى إلى مجرى الدم، وهو ما بإمكانه أن يضع ضغطًا زائدًا على كليتيك.
يتكون البول من مواد سائلة ومخلفات لا يحتاجها جسمك. وتعمل الكليتان مُرشحات، فتزيل الماء الزائد والمنتجات الثانوية الخلوية من مجرى الدم، وترسل هذه النفايات إلى المثانة على هيئة البول، يُشكل الماء نسبة 91 إلى 96% من البول. والباقي يتكون من الأملاح والأمونيا والمنتجات الثانوية التي يجري إفرازها أثناء عمليات الجسم الطبيعية.
في عام 1945، نشر جون أرمسترونج، وهو طبيب بريطاني، كتابًا شعبيًّا حول القوة العلاجية المزعومة لشرب البول. كان الكتاب تحت اسم «ماء الحياة: دراسة عن العلاج بالبول» وزعم أن البول يمكنه علاج جميع الأمراض الرئيسية. وادَّعى أيضًا أن من يقتربون من الموت لا يحتاجون إلى تناول الطعام والشراب، فقط لا يحتاجون سوى شراب بولهم لعدة أسابيع، كما تُدلَّك جلودهم بالبول يوميًّا.
الادعاءات الأخرى حول العلاج بالبول هي قصص موروثة تنبع من النصوص القديمة. فهناك ادعاء بأن شرب البول قد يعالج الحالات التالية: الحساسية، حَب الشباب، السرطان، المشكلات القلبية، الالتهابات، الجروح، انسداد الأنف.
الآن، ما تزال بعض المجتمعات التقليدية في أفريقيا تستخدم البول علاجًا منزليًّا للأطفال عند تعرضهم لاعتلال صحي، وعلى الرغم من أنه من المعروف أن البول يحتوي على مسببات الأمراض المعوية، فإن علاج البول ما يزال قابلًا للتطبيق الثقافي في بعض الحالات الصحية هناك، ويُوصى به علاجًا بديلًا.
2. «أقراص البراز».. لجهاز هضمي مُعافى
بعض الناس تُعاني من غياب البكتيريا النافعة في الأمعاء. فعدم وجود هذه البكتيريا يُسبب لهم أضرارًا ومتاعب صحيَّة، مثل الإسهال الشديد، والتهاب القولون، والتي يكون من الصعب علاجها، مما يدفع الأطباء إلى محاولة زرع هذه البكتيريا من جديد في أمعاء المريض، وذلك من خلال زراعة براز شخص صحيح في أمعاء شخص مُصاب.
الهدف من وراء هذه العملية هو أن براز الشخص المُتطوع السليم، يكون مليئًا بالبكتيريا النافعة، ويُمكنه المُساعدة في رفع مستويات هذه البكتيريا في القناة الهضمية للشخص المريض.
يجري هذا النقل في أحيان كثيرة من خلال تنظير القولون، وهو إجراء عملية منظار للقولون، والذي هو أحد أجزاء الأمعاء الغليظة، فخلال العملية يؤخذ البراز من مُتبرع سليم ويخلط بالماء، ويُنقل إلى قولون المريض من خلال أنبوب، لكن الدراسات أثبتت أنه يمكن أن يحل محل إجراء المنظار تناول كبسولات بالفم تُسمى «أقراص البراز» وتؤدي هدف عملية زراعة البراز نفسه.
فقد كشفت دراسة كندية عن أن زراعة البُراز التي تجري عبر حبَّة دواء من المُمكن أن تنجح تمامًا مثل عملية النقل التي تحدث عبر تنظير القولون، وهي الطريقة التي تكون أنسب وأكثر اطمئنانًا بالنسبة لكثير من المرضى، فبحسب دراسة نُشرت في جورنال «jama» في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017، تشير إلى أن ابتلاع الكبسولة التي تحتوي على البراز المُتجمد، كان يعمل بكفاءة تمامًا مثل العلاج الموضعي للقولون وزرع البراز الجديد من خلال المنظار.
وهو الأمر الذي يُعيد التوازن الصحي للبكتيريا التي تعيش في الأمعاء، والتي تقوم بمجموعة كبيرة من الأدوار في أجسامنا، بدايةً من مُساعدتنا على هضم الطعام مروراً بالتأثير في الأيض، والحالة المزاجية، وصولاً إلى انضباط السلوك.
3. بول الخيول الحامل.. مصدر الهرمونات الدوائية
يُعدُّ بول الخيول الحامل واحدًا من مكونات الصناعات الدوائية، وما قد لا يدركه العديد من المستهلكين هو المعاملة القاسية وغير الإنسانية التي تتحملها الخيول في كثير من الأحيان للحصول على هذا المُكون. يستخدم البول لعلاج أعراض انقطاع الطمث، فتُستخدم الهرمونات التي توجد في هذا البول لتصنيع منتجات العلاج بالهرمونات البديلة للنساء.
للحصول على هذا المُكون، غالبًا ما يجري الاحتفاظ بالأفراس الحوامل في أكشاك لمدة ستة أشهر تقريبًا من السنة وجمع البول في هذا المكان. وفي هذا المكان الضيق لا يمكن للخيول الالتفاف أو اتخاذ أكثر من بضع خطوات للأمام أو للخلف، ولكنها تظل رهينة هذا المكان طوال هذه المُدَّة لتجميع البول.
4. حليب الثدي.. لعلاج أمراض الرمد وتعزيز المناعة
يُعدُّ استخدام «حليب الأم دواءً» أمرًا تاريخيًّا. فهي مُمارسة قد جرى توثيقها في وقت مبكر من القرن السابع عشر، فاستُخدم حليب الثدي دواءً لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض والحالات.
في العصر الحديث، بدأ العلم في محاولة فهم السبب الكامن وراء خصائص لبن الأم العلاجية المُتعددة، وقد وجد أن لبن الأم يتعاون مع مكونات مضادة للبكتيريا ومضادة للميكروبات لتعزيز جهاز المناعة لدى الطفل.
بخلاف فائدته الكبيرة للطفل، استخدمت بعض الثقافات لبن الأم لعلاج مجموعة مُتنوعة من الحالات والأمراض، ففي بعض الثقافات مثلًا، استُخدم حليب الثدي لعلاج التهابات العين، والعين الوردية «التهاب الملتحمة». كما يُعتقد أنه يساعد في شفاء التهاب الأذن، كذلك استخدم حليب الثدي لمُعالجة الجروح والحروق وللمساعدة في التئامها، ومنع حدوث العدوى، ويعتقد البعض أيضًا أن شرب حليب الثدي، حتى للبالغين، يُعزز جهاز المناعة، ويُقصر من طول نزلات البرد وشدتها.