دراسة طبية توصي بتعزيز الوقاية من حمى القرم والكونغو النزفية في موريتانيا

اثنين, 2022-10-17 22:37

ترجمات الشروق ميديا - أوضحت دراسة طبية ارتفاع معدل الوفيات بين المرضى الذين يعانون من النوع النزفي من حمى القرم والكونغو في موريتانيا، وحثت على تعزيز جهود الوقاية من المرض من خلال تعزيز مكافحة النواقل، وتجنب الاتصال واستهلاك المنتجات العضوية من حيوانات مصابة، إضافة إلى تطعيم الحيوانات في المناطق التي يتوطن فيها المرض.

وأُجريت الدراسة التي نُشرت نتائجها في مقال علمي بمجلة طبية في 12 من أكتوبر الجاري على 88 مريضاً راجعوا مستشفيات في موريتانيا وكانوا من المعرضين لعوامل خطر الإصابة، وتأكدت بعد الفحوصات إصابة 7 منهم وتوفي لاحقا مريضان من المصابين السبعة.

 

عينة من 88 مريضا

 وحول منهجية الدراسة، أوضح الباحثون أنه خلال انتشار الحمى النزفية في موريتانيا من فبراير إلى مايو 2022، جُمعت عينات دم من 88 مريضًا يشتبه في إصابتهم بالفيروس. واعتُمد التشخيص الفيروسي عن طريق تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي (RT-PCR) و/أو المقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط (ELISA)، وذلك في مختبر المعهد الوطني لأبحاث الصحة العمومية في نواكشوط بموريتانيا.

وشُخِّص بحمى القرم والكونغو النزفية من خلال تفاعل البوليمراز المتسلسل للنسخ العكسي 7 مرضى  (أي 8%) من أصل 88 مريضا. وعُثِر على القراد في الأبقار أو الأغنام أو الماعز في المناطق التي أقام فيها الأشخاص، باستثناء مريض مصاب بفيروس الحمى كان له تماس شديد مع لحم الحيوانات الطازج.

وقد لوحظ التعرض لعوامل الخطر المحتملة لعدوى فيروس حمى القرم والكونغو النزفية في جميع المرضى. وكانت الفترة الفاصلة بين ظهور الأعراض ودخول المستشفى يومين إلى 3 أيام. وقد احتُجز جميع المرضى السبعة في المستشفيات وعولجوا على الفور عن طريق نقل الدم، فيما توفي مريضان.

 

دور الممارسات الرعوية

 وأشار الباحثون إلى أنه خلال موسم الجفاف (من نوفمبر إلى يونيو)، تكون حركة الماشية والقطعان كثيفة بين المناطق المختلفة من البلاد وتتحرك حشرة القراد النقالة للحمى جنبًا إلى جنب مع الماشية، مؤكدة أن فيروس الحمى يمكن أن ينتقل الفيروس بين الحيوانات والبشر ويمكن لتنقل الحيوانات والسكان وللممارسات الرعوية البدوية أن تفسر الامتداد التدريجي لحمى القرم والكونغو النزفية في المناطق الجنوبية من البلاد.

كما يفسر ذلك وفقا للباحثين الإبلاغ عن حالات حتى في العاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث إن اثنين من المرضى المشمولين بهذه الدراسة نقلا ماشيتهما إلى نواكشوط لبيعها في سوق المدينة. كما يمكن أن ينتشر الفيروس عبر الحيوانات الموبوءة بالفيروس المنقولة بالشاحنات بين مناطق الرعي المختلفة، بما في ذلك منطقة الحوض الغربي باتجاه نواكشوط وإلى مناطق أخرى في جنوب شرق موريتانيا حيث يُعد المرض متوطنا.

 

تعزيز الوقاية

ونبه الباحثون إلى أنه نظرًا لصغر حجم عينة الدراسة الحالية، فإنه توجد حاجة إلى مزيد من الدراسات الوبائية في موريتانيا، وكذلك في بلدان أخرى، لتقييم الارتباط بين حمى القرم والكونغو النزفية وعوامل الخطر المختلفة.

وأوصت الدراسة بتعزيز الوقاية من حمى القرم والكونغو النزفية عبر تدابير للمراقبة الوبائية والاستجابة السريعة للتفشي في الحيوانات أو البشر لتجنب انتشار المرض، مؤكدة أن من الضروري تعبئة الوسائل لتوعية السكان والطاقم الطبي والطواقم البيطرية حول المرض والوقاية منه في مناطق تفشيه وتوطنه. كما سيكون من الضروري وجود أدوات للتواصل من شأنها إبلاغ الأطباء والسكان بسرعة في المناطق التي يتوطنها المرض في حالة عودة ظهور العدوى، إضافة إلى ضرورة تعزيز قدرات المختبر التشخيصي للحميات النزفية، وإنشاء نظام مراقبة نشط، خاصة خلال مواسم الأمطار، وإجراء مسوحات مصلية بشرية وحيوانية واسعة النطاق لتقييم انتشار الحمى في البلاد.

وأعد الدراسة أطباء وباحثون من مستشفيات وهيئات في موريتانيا وبوركينافاسو وفرنسا، وهم بوسحاب محمد بوسحاب، بولين ك. يانوغو، جبريل باري، حسن أحمد بنان، أحمد البراء، موسى عبد الله، ليوناردو ك. باسكو، نيكولا ميدا. ونُشرت الدراسة في مجلة "المنتدى المفتوح للأمراض المُعدية" [Open Forum Infectious Diseases].

يذكر أن حمى القرم والكونغو النزفية (CCHF) هي داء حيواني المنشأ ينتقل عبر مفصليات الأرجل، ويصاب به البشر عن طريق لدغات القراد أو ملامسة دماء الحيوانات المصابة. ويمكن أن تسبب حالات تفشًّ شديدة بسبب انتقال العدوى بين البشر.

للاطلاع على الدراسة يمكن الضغط هنا:

 

 

 

اقرأ أيضا